الفتق الحجابي، الجزء الثاني: الأعراض والتشخيص والعلاج
ناقشنا ضمن الجزء الأول من هذه السلسلة ما هو الفتق الحجابي وكيف أنه من السهل أن نجد كل من الفتق الحجابي وداء الإرتداد المعدي المريئي لدى المريض نفسه. وسوف نتعمق ضمن هذه المقالة أكثر لنعرف كيف يقوم الأطباء بتحري وتشخيص هذا الداء وما الذي بإمكانك أن تفعله الآن للوقاية من الإصابة بالفتق الحجابي أو لتحسين الأعراض.
الأعراض والعلامات
نستعرض فيما يلي علامات وأعراض الفتق الحجابي الأكثر شيوعاً:
- الحرقة المعدية: من الشائع أن يحصل لدى مرضى الفتق الحجابي إرتداد حمضي وقد يتم تشخيصهم بداء الإرتداد المعدي المريئي.
- الغثيان: يحصل تغير في الضغط ضمن المعدة مما يسبب الشعور بالغثيان، وأحياناً الإقياء. ويحصل هذا بشكل أكثر شيوعاً خلال نوبات الإرتداد الحمضي.
- زيادة إفراز اللعاب: وهو يترافق مع الإرتداد الحمضي أيضاً. حيث يبدأ الفم بإنتاج كمية أكبر من اللعاب لمقاومة الوسط عالي الحموضة.
- التجشؤ: يشكو المرضى عادة من زيادة في الغازات ضمن المعدة، والتي تعد إحدى علامات داء الإرتداد المعدي المريئي أيضاً.
تشخيص الفتق الحجابي
كما نرى، فإن معظم علامات وأعراض الفتق الحجابي نجدها نفسها في داء الإرتداد المعدي المريئي، ويتم تشخيص معظم الأشخاص بالصدفة. بمعنى آخر، يقوم مرضى داء الإرتداد الحمضي المزمن بإجراء صورة شعاعية أو تصوير طبقي محوري محوسب لسبب ما آخر، وهنا يكتشف الأطباء وجود الفتق الحجابي بالصورة ويجدون السبب الحقيقي وراء الإرتداد الحمضي والمشاكل الصحية الأخرى المرافقة له.
قد لا تكون تقنيات التصوير العادية في بعض الحالات كافية لتشخيص وجود فتق حجابي، لذا قد يطلب منك الطبيب إجراء تصوير إضافي مع حقن مادة ظليلة. ومن الإجراءات الأخرى التي قد يتم إتباعها أيضاً لدى هؤلاء المرضى التنظير الهضمي العلوي، الذي يعتبر مفيداً لتشخيص اختلاطات هذا المرض مثل مري باريت.
الخيارات العلاجية لتحسين الأعراض
يتم علاج الفتوق في معظم الحالات بواسطة عمل جراحي صغير دون حصول أي مضاعفات كبيرة. لكن هذا لا ينطبق على الفتق الحجابي. لا تتطور الحالة لمرحلة خطيرة عند معظم المرضى كما أن الجراحة ليست العلاج التقليدي. ما علينا فعله في مثل هذه الحالات هو تحسين أعراض الإرتداد الحمضي وتجنب المواد المهيجة كإجراء وقائي.
لا تختلف الأدوية التي تستخدم لعلاج الفتق الحجابي عن تلك المستخدمة لداء الإرتداد المعدي المريئي. وهي تتضمن الأوميبرازول ومثبطات مضخة البروتون الأخرى، وتكون الجراحة الخيار المقترح فقط في الحالات التي لا يتم فيها ضبط الأعراض بشكل ناجح بواسطة العلاجات الأخرى. في حالات نادرة، يمكن للفتوق الحجابية أن تصبح خطيرة وذلك بحال انحصرت المعدة ضمن جوف الصدر وبدأت تتسبب بمضاعفات وعائية. على أي حال، يتم ضبط الأعراض في معظم الحالات دون أي مشاكل بإتباع العلاج الدوائي إضافة لبعض التعديلات في نمط الحياة:
- تناول كميات قليلة من الطعام عوضاً عن الوجبات الكبيرة.
- تجنب الأطعمة كثيرة التوابل والفواكه الحمضية والطعام الغني بالدهون والطماطم والبصل.
- لا تدخن وحاول أن تخسر بعض الوزن في حال كنت بديناً.
- كن واعياً عندما تتناول الطعام، امضغ بشكل جيد، وكل ببطء.
- لا تنس متابعاتك الطبية الروتينية، واستشر طبيبك بحال وجود ما يقلقك.